التسويق الإلكتروني

دليل تقييم الجودة و كيفية الدخول الى عقل جوجل؟

أشارككم واحدة من أكثر المقالات التي نالت إعجابي مؤخراً، لربما لا تحتوي على الكثير من التقنيات المباشرة التي من الممكن أن نطبقها لنحصل على نتائج لتطوير المواقع الإلكترونية بالنسبة لمحركات البحث، لكنّي وجدت بها جواب على سؤال كان يراودني حتى لو لم أسأله لأحد. طالما تخيّلت في ذهني أشخاص يبحثون في كل المواقع الإلكترونية و يقومون بتقييمها من ثم يرفعون تقاريرهم لمطوري محركات البحث و مهندسي الخوارزمية ليتم تحديث الخوارزميات التي بدورها تساعد على تقييم المواقع من ناحية مطابقتها لمعايير محركات البحث. فمن هم هؤلاء؟ وما هي المعايير و الإرشادات التي يتبعونها لفحص الويب و تطوير محركات البحث؟ هل هم روبوتس أم بشر؟

أسس الإعتماد البشري في جوجل

تملك شركة جوجل دليل لفريق تقييم الجودة، يرشد عملهم للقيام بتحليل المواقع الالكترونية لتقييم الجودة ليقوموا بعدها بتقديم النصيحة لمهندسي خوارزمية Algorithms Engineers جوجل لتحسين الخوارزمية، والتي يتم تجميعها في كتبيات لتدرس من قبل مهندسي الخوارزمية  و مطوري محركات البحث.

من بين الحين و الآخر، يتم تسريب نسخ من هذة الكتيبات على الرغم من احتمالية ان تكون جوجل هي المسؤولة عن هذا التسريب إلّا انّه من المرجح ان المجموعات المسؤولة عن تحسين محركات البحث  والمسوّقين في الشركة قاموا بتسريبه الى جمهور اوسع.

وتم مؤخرا تسريبه من جديد الامر الذي ادى الى ظهور نقطة هامه للحديث عنها. الصورة التالية مأخوذة عن صفحة محتوى الكتيب الذي تم تسريبه على موقع Scribd.

صورة 1

ماذا يتضمن كتيب تقييم الجودة؟ Quality Rater Guidelines

دليل مقيّمي المحتوى هو ببساطة كتيب صمم لمساعدة المقيّمين الذين يعملون في شركة جوجل على  القيام بعملهم. فكّر في الكتيبات الذي تستعملها في عملك. يساعدونك في معرفة كيفية القيام بأعمال محددة. هم ليسو مثيرين للإعجاب، ولن تختارهم لمتعة القراءة.

المقيّمون الذين يعملون في Googleplex, وظيفتهم التنيقب في المواقع على الإنترنت والقيام بمئات البحوث على جوجل يومياً. هم يحاولون معرفة كيف يمكنهم تحسين خوارزمية البحث حتى يتم إرجاع أفضل نتائج البحث في جووجل. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها تطوير الخوارزمية بشكل فعّال. نتائج بحث جوجل لا تأتي من معادلات بشكل إعتباطي. هذه المعادلات يجب أن تستمد من مصدر موثوق به – البشر أو المقيّمين في هذا السياق.

المعلومات الموجودة في كتيبات إرشادات مقيمي جوجل مهمّة، لأنها تقوم بترميز العملية التي يقوم بها المقييمون عند تحليل النتائج من عمليات البحث التي يقومون بها. المعلومات الموجودة في هذا الكتيب تؤثّر على عملية البحث ونتائج البحث وخوارزمية البحث وتحسين محركات البحث.

هل يحتوي الكتيب على اي اخبار جديدة مثيرة للاهتمام ؟

اذا كان لديك الوقت الكافي لقراءة  160 صفحة من المعلومات من هذا الكتيب  فيمكنك ذلك الّا أنّها لن تكون قراءة مفيدة جداً بل سيكون لها تأثير فقط على دورك كمسوّق الكتروني او كمطوّر لمحركات البحث. في الحقيقه انّ هذا الكتيب لا يضيف اي معلومات جديدة لا نعرفها في حين انّ هناك العديد من المعلومات الهامّة الواردة والتي نعرفها.

أضاف مات كتس في عام 2012 ” نحن قادرين على جعل هذا الكتيب المتوفر لموظفي جوجل متوفراً في أيدي اكبر عدد ممكن من المطورين و المسويقين في العالم في العالم”. وحصل ذلك في عام  2013  حيث أطلقت جوجل “كيف تتم عملية البحث” How Search Works كنسخة عامة لكتيب تقييم الجودة. بعد الإحتجاجات التي انطلق من مجتمع ال إس إي أو،إذ تم القيام بمحي الكثير من المعلومات التي تضمنها الكتيب الاساسي.

هل تعد هذه مشكلة ؟ ليس حقا، اذ نملك المعلومات الهامة بالتفصيل في ” كيف تتتم عملية البحث”، وكل ما هو غير مرفق فهو إمّا غير متعلق بالموضوع او ليس له تلك الاهمية و التاثير. اذ انه كل ما تم ذكره آنفاً و ما ينقصه من معلومات ما هي الا معلومات متعارف عليها منذ القدم- مجموعة من الشبكات و الممارسات الافضل للمضمون.

ما هي النقاط الهامة في ارشادات تقييم الجودة؟

يحتاج المضمون الى ان يصل الى مستوى عالٍ من الخبرة Expert Level Content يستطيع موظفي التقييم في جوجل و الروبوتات ان يفرّقوا  ما بين المضمون الذي يتم كتابته من قبل مبتدئ و آخر مكتوب من قبل محترف. فإن كنت تريد ان يكون مضمونك قوي و متين عليك ان تكتب باحتراف وأن لا تنشغل بكتابة اقل  احترافا.  تقدم دائما نحو الافضل و قم بتوظيف الكتّاب الذين لديهم خبرة واسعة في المواضيع المختارة.

قم بإنشاء روابط وقم بذكر المصادر الموثوق بها

لقد عرفنا من قبل ان عملية التوثيق و توارد بعض الكلمات المفتاحية  تعد عملية مهمة تؤثّر على رتب المواقع الإلكترونية في البحث في جووجل، ففي ارشادات الجودة، فإنه إذا قمت بتوثيق معلومة أو توثيق رابط ما من بعض المواقع  مثل wikipedia,Time, New York Times  فيعتبر هذا المحتوى أقوى من جانب الثقة مقارنةً مع اقتباس معلومة ما من اجوبة Yahoo التي قد يعتبر رابط أو توثيق  ضعيف .

قم بتجديد المضمون بأنتظام

بالاضافة الى تجديد الخوارزمية، يقوم جوجل بالتحليل بناءاً على المعلومات التي تمت اضافتها و تجديدها، لهذا السبب يصّر المسّوقون على كتابة كل ما هو جديد في مواقعهم.

هل مضمونك جديد و حديث؟ ان كان الجواب لا، لا تتوقع ان ينال الموقع نتائج متقدمة في نتائج البحث.و يوّضح هذا في الارشادات “لكي يحصل الموقع على نتائج بحث جيدة عليه أن تكون معلوماته حديثة”.

قم باضافة المزيد من المحتوى الغني والصفحات إلى موقعك الإلكتروني

إن المواقع ذات المعلومات الهزيلة قد  تتلقى نتائج بحث  ضعيفة، اذ أن جوجل اضاف على أن الموقع الذي تكون فيه معلومات وفيرة يعد موثوق به بشكل أكبر و لذلك ترتفع نتائج بحثه. اذ أنّ الموقع الذي يحتوي على صفحتان فقط لن يكون بقوة الموقع الذي يحتوي على 2000 صفحة. و ينص الكتيب على ذلك كالىاتي”حتى يظهر أي موقع بشكل أفضل في  نتائج البحث يحتاج الى كمية معلومات كافية”.

و لكن هل نعلم كم من الكلمات او الصفحات الازمة لتصل الى حالة نرضي بها محركات البحث؟ لا، لا نعلم. فقط نعرف ان الارضاء يأتي من المستخدم نفسة، لذلك حاول أن تضع جميع المعلومات التي تجدها مهمة و قد تفيد المستخدم.

  تأكد من توّفر بيئة تصفح رائعة للمستخدم   Unique User Experience

فبالاضافة الى تأكدك من ان يكون المضمون ذو تأثير قوي, تأكد من التركيز على تحسين تجربة المستخدم الى أبعد حد. إنّ كتيب جوجل ينص على أن الصفحات القيّمة تحتاج الى تجربة مرضية من قبل صورة 2المستخدم في الموقع و الصفحة.

أذا فشلت في عملية الملاحة عدة مرات او كان لك تجارب سلبية فحتما انت تحتاج الى تجديد شيئ او اثنان، هذا لا يعني انك تحتاج لجعله اكثر أناقة اذ أن عمل جوجل وظيفي, اذ لكي يصنف الموقع بجودة عالية يجب ان تكون الصفحة مصممة وظيفياً Great Site Structure لكي تسهّل على المستخدم التركيز، و الاعتماد عليه و حتّى الترويج للمضمون.

قم بتوفير معلومات للتواصل

على أي موقع أن يشعر الزوّار أنه موقع حقيقي. أي أن يمكن المستخدمين و زوّار الموقع من الوصول الى المعلومات والتواصل معك في حال حاجتهم لذلك. إنّ الموقع يحتاج الى توفر معلومات للمستخدم للتواصل او معلومات لخدمة العملاء. من المهم أن نجعل هذه المعلومات سهلة الإيجاد لكي تجعل الناس اكثر ثقةً بك.

الخلاصة

اذا كنت سألخص جميع ما جاء بالكتيب في جملة واحدة فلعلي أقول : قم بتزويد الموقع بالعديد من المعلومات و المضامين ذات الجودة العالية التي تخدم المستخدم الى اقصى حد.

إنّ الخلاصة بسيطة جداً : ليس هناك عدد معين وكافٍ من الكلمات، الصور، أو الروابط الخارجية أو أي شيء آخر معين يجب أن يتوفر يتوفر, هذا كل ما ينص عليه الكتيب. شيء آخر  تذكّر أنّ البشر هم من يقومون بالتقييم على رأسهم المستخدمين و ليست الخوارزمية،.صورة 3

هذا ما ورد في المقالة، أرجو أن الموضوع كان ذي فائدة. أنا شخصياً لم أقرأ الكتيب بعد. على كل حال الخلاصة واضحة و منطقية و ترتبط بواحدة من أهم مبادىء التسويق “الزبون هو الأهم و هو الدائماً على حق”. أي عند التطوير علينا التفكير بزائري الموقع أولاً، فلو أٌعجب الزائر بموقع يا مسافر لحجز الفنادق و محتواه المميّز عن الفنادق مثلاً، و نظر إليه على أنّه موقع يقدّم معلومات خبير في مجال حجوزات الفنادق فلا بد له من أن يثق في الموقع. ليبحث فيه مرّة أخرى لقراءة المزيد من المعلومات في محتواه أو حتى مشاركة الموقع مع أصدقائه.

أكيد سأقوم بمشاركتكم المزيد من النصائح التي يقدمها الكتيب بعد قراءته. هناك الكثير من المقالات المتعلقة بمحركات البحث التي يجب عليّ أن أقرأها و الكتيب هو أكيد على لائحة القراءات.

‫10 تعليقات

  1. معلومات مفيدة ومميزة صديقي وليس غريب على الأخوة في فلسطيم تميزهم في مجالات عملهم

    وأود أن اشدد على اهمية المصادر (الموثوقة) فبعد التجارب تبين أن لها أهمية كبيرة.

    أستطيع القول أن Google تشجع على بناء الروابط الخلفية بطرق سليمة.

  2. شكراً لك أخ مجدي مقالة مهمة ولفتت انتباهي لكثير من النقاط ولدي سؤال لو سمحت

    ما هي افضل طريقة لبناء روابط منتظمة وهل لك أن تخبرنا عن تجربتك الشخصية في ذلك .

  3. شكراً محمد،

    بالنسبة لبناء الروابط فمنذ بدأ مشواري في السيو و أنا متصعب من هذا الموضوع. أنا أؤمن بشكل كبير بكتابة موضوعات ذات محتوى قيّم و مميز و نشرها على المواقع التي لها علاقة بموقعك أنت. في حالتي أنا أتابع العديد من مواقع السياحة و السفر، أدرس المحتوى التي تكتبه صفحاتها من ثم أكتب في موضوع يناسب ما يحتويه الموقع من جودة ثم أرسله للصفحات. لكن هذه هي الطريقة المثلى بالنسبة لمحرك البحث جووجل، بينما يوجد طرق أخرى تضمن ال Forums و المدونات سواء عبر كتابة مواضيع فيها أو عبر التعليقات.

    خبرتي لا تزال قليلة، لكني أحاول قدر المستطاع أن أقرأ. و أن أسأل أكثر. ماذا عنك أنت كيف تعمل على بناء الروابط، و ما هي التقنيات التي تستخدمها؟

    1. شكراً لك مجدي على الرد،

      بالنسبة لي أتبع في بعض الأحيان طريقة إنشاء ملفات شخصية على مواقع تتيح الباك لينك الداخلي واقوم برفع الرانك لهذه الصفحة فيرتفع اوثرتي الموقع لدي لكنها طريقة طويلة جداً وتحتاج الكثير من العمل حقيقة

      1. شكراً لك مجدداً على الرد،

        لم تصلني الفكرة التي شرحتها حضرتك؟ هل ممكن أن تزودني بشرح أوضح من فضلك؟
        ممكن أن تراسلني على بريدي الإلكتروني majdi@yamsafer.me

        و أوافقك الرأي أن عمل ال SEO ياخذ الكثير من الوقت بشكل عام. لذلك أحب أن أوسع مداركي في مجال البرمجة حتى أسهّل على نفسي في المستقبل عمل بعض الأشياء.

        شكراً لك محمد.

  4. مقالة ممتازة، الخوارزميات التي تبنيها جوجل من اجل محرك بحث افضل هي بالحقيقة ناتجة عن المقيمين، والتقييم يكون بالعادة على اوائل النتائج هل هذا الموقع يستحق ان يكون اول نتيجة؟ اذا كان الجواب لا فلماذا تصنف اول نتيجة يرسل المقيم هذا الى المبرمجين الذين بدورهم يقومون بتحسين الخوارزميات اكثر.

    بالنسبة لبناء الروابط، جوجل لاتزال ترفض فكرة بناء الروابط، واذا كنا بعالم خالي من العيوب الروابط سوف تأتيك بطريقة طبيعية، لكن للاسف وخصوصا بالمجتمع العربي فكرة الحصول على الروابط بشكل طبيعي غير مفهومة لدى اصحاب المواقع الكبيرة. الروابط الى الان تمتلك اهمية كبرى في تحسين محركات البحث لكن يجب ان لا ننسى الاثورتي والمينشينز والسوشال ميديا ( تأثير اقل) على تحسين محركات البحث، يجب ان لا ننسى ان نعطي الزبون افضل تجربة لانه هو الذي سوف يعاود الشراء منك مرة اخرى ويتحدث لاصدقائه، لا تفكر ببناء روابط ثوية، فكر ببناء تجربة مسستخدم قوية.

    لا اريد الدخول الى التاكنيكال فاصدقائي ماجد ومجدي لديهم خبرة ممتازة في هذا المجال ايضاً.

    شكرا لكم.

    1. أهلاً بك صديقي العزيزي معاذ،

      يسعدني أن أقرأ ما أضفته من كلمات هامة أوحت لي بكتابة مقال يرتبط بالروابط الخلفية الطبيعية وسبب شبه انعدامها في الوطن العربي.

      نعم اوافقك الرأي 100% وأتمنى أن يتغير هذا المفهوم لدى أصحاب المواقع الكبيرة قريباً.

      أتمنى أن أراك معنا في كتابات متميزة مع معرفتي بمدى انشغالك هذه الفترة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *